عمرو موسى في غزة - بعيدا عن كل الدول العربية - برعاية تركية
استمر العرب منذ عشرات السنين الماضية على تهميش دور تركيا في منطقة الشرق الأوسط إلى أن فرضت نفسها على الجميع خلال أزمة أسطول الحرية، وبعد أن هبت تلك الدولة تحركت الدول العربية وهي اثنان وعشرون دولة قليلا نحو كسر الحصار عن سكان قطاع غزة المحاصر منذ ما يقرب من اربعة سنوات
وأخيرا وبعد طول انتظار قام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بزيارة القطاع المحاصر ولكن للأسف عاد دون نتائج قوية وملموسة سوى أن الزيارة جاءت ممثلة عن الدول العربية -اللي يستاهل منها واللي ميستاهلش- وأصبح الحكام العرب "يتمسحون" في الزيارة وكأنهم هم من تجرأ وقام بها، وبعد أن هوجم عمرو موسى بسبب خروجه من غزة صفر اليدين تنصل كل هؤلاء الحكام منه ومن دور الجامعة الذي يفترض أن تلعبه في خضم معركة الضغط على إسرائيل لفك الحصار، وكأنهم كانوا يتوقعون شيئا أكثر قوة من تل الزيارة، وخرجت "الجزيرة" كقناة صنعت دولة لتهاجم الزيارة وتتهم جامعة الدول العربية بتخليها وتقاعسها عن دورها، وكأنها ليت طرفا في هذا التقاعس، أو كأن جامعة الدول العربية لا تمثل التوجهات السياسية العربية بل وترسخها
في النهاية أرى أن عمرو موسى وضع في فخ صعب نصبته له حكومات الدول العربية لتعلق عليها الفشل الذريع في السياسات تجاه القضية الفلسطينية، وأرى أن ما قام به موسى من التحريض على كسر الحصار والتحرك السريع لجمع وزراء الخارجية العرب واتخاذ موقف سريع بعد ضرب قافلة أسطول الحرية هو موقف دبلوماسي جيد في ظل التخاذل من قبل حكام الدول العربية وعلينا أن ندعمه في ذلك، لا أن نخرج لانتقاده لأنه جزء من سياسات عامة رسمية حاول هو أن يروضها لصالح الفلسطينيين وكذلك لصالح القضايا العربية ولو برعاية تركية في المقام الأول، وايضا لا تنسوا إن عمرو موسى مغلوب على أمره، ويطبق توجهات رسمية نيابة عن جميع الدل العربية وليس للجامعة دور أكبر من ذلك ولكن الرجل يحاول بقوة أن يجعل لها دورا يذكره التاريخ، ويذكر لمصر فتحها لمعبر رفح في هذه الأثناء ولو كانت أي دولة عربية أخرى مكانها لما فعلت ذلك ولما وضعت نفسها في "وش المدفع" مع إسرائيل،