Monday, January 28, 2008

قلب غزة ينبض في صدر الشعب المصري

الجمعة ... الموافق 25 يناير
رحلة غزة كانت مفاجئة بكل معنى الكلمة او بمعنى أصح اقتحام المعبر يوم الأربعاء فجراً كان مفاجئ و كنا متوقعين إغلاقه بمنتهى السرعة لكن لم يحدث ذلك والحمدلله، جاءتني أخبار ان القوافل الإغائية متجهة إلى رفح المصرية بأعداد مهولة و كنت قد انتهيت تواً من امتحانات نهاية الفصل الدراسي، حاولت أن ألتحق باحداها لكن لم يحالفني الحظ لم ننم طوال يومي الاربعاء و الخميس حتى أتصلت بالأخ الزميل احمد عبد الفتاح و كان قد قرر الاتجاه وحيدا إلى العريش ثم إلى رفح المصرية صباح يوم الجمعة و هنا أصررت على الذهاب معه وفعلا تقابلنا أمام مبنى الأهرام في تمام الساعة 6 ونصف صباحا ومنه اتجهنا إلى ميناء القاهرة البري و هناك وجدنا أعدادا هائلة من الفلسطينيين لدرجة ان الميناء أقام رحلة إضافية إلى العريش وركبنا السوبر جيت متجهين إلى العريش في تمام الساعة 8 ونصف صباحا ونحن في حالة من تخبط المشاعر لم نكن نصدق أن أقدامنا ستطأ الأراضي الفلسطينية وكنا كلما واجهنا كمينا للشرطة أو الجيش على الطريق كنا نستعد للنزول والعودة ادراجنا مرة اخرى إلا أن الله كان قد كتب لنا زيارة قطاع غزة واستجاب لدعائنا والحمدلله
الطريق إلى العريش
وصنا في تمام الساعة 12 ظهرا إلى نقطة شمال سيناء بعدما عبرنا كوبري مبارك السلام الذي يربط بين مصــر و سيناء وهناك كان لنا مسلسل طويل مع التفتيشات و اثباتات الشخصية، وقفنا في نقطة شمال سيناء أكثر من ساعتين تقريبا وكنا نشاهد كل قوافل و ناقلات الاغاثة و هي تعود ادراجها بعد أن منعتها السلطات المصرية هناك من العبور إلى شمال سيناء، وجاءتنا أخبار عن ايقاف رحلة اغاثة اتحاد الأطباء العرب ونقابة الأطباء المصريين و فريق قناة أوربيت قبل كوبري السلام و منعهم من العبور و استكمال طريقهم إلى الحدود المصرية
كانت الكثير من تريلات الأطعمة و الأدوية قد اوقفت إلى جانب ناقلات السولار والبنزين التي منعت تماما حتى تلك المتجهة إلى تزويد محطات الوقود في العريش وما بعدها حيث علمنا أن شمال سيناء يعاني نقصا حادا في الوقود و المحروقات لان الفلسطينيين قاموا بتحميل كميات كبيرة جدا منه إلى قطاع غزة الذي يعاني هو الآخر من نقص حاد في السولار
رفح المصرية ومنها إلى الداخل الفلسطيني
وصلنا رفح المصرية الساعة 4 إلا ربع تقريبا ومنها ركبنا ميني باص مخلع إلى معبر رفح الحدودي حيث الظلام الحالك ، كنا ماشيين نخبط في بعض ، في طريق ترابي مشيا على الاقدام وهناك وصلنا إلى السلك الشائك الحدودي وهناك شاهدنا قوافل الاغاثتا التي وصلت
قوافل الاغاثات
ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ، معرفش المصريين دول جابوا كميات الاغاثة دي منين كل محافظة من 26 محافظة في الجمهورية باعتين تريلات اغاثة كل واحدة فيهم مقطورتين دة على الاقل غير اني اول مرة اعرف ان البدو دول رجالة كانوا بيشتغلوا طول الليل في نقل الاغاثات و المساعدات و كمان بيروحوا يشتروا طحين ورز و سكر من العريش و يعدوا يعطوه للفلسطينية ، خلية نحل كانت تعمل على معبر رفح ، لأول مرة اشعر ان القضية الفلسطينية لم تمت بقلوب المصريين بل مازلت بداخلهم حبيسة بسبب الحكام الخونة و العملاء
رفح الفلسطينية
وصلنا الحدود التي تفصل بين مصر و فلسطين وكانت أول الأحداث التي جرت هي بين الفلسطينية و الجشي المصري حيث كانت محاولة الجيش للسيطرة على المعبر و إغلاقه وهنا وقف الفلسطينيون واضطروا إلى ضرب أفراد الجيش بالحجارة حيث أصيب 35 جندي مصري واطلقت عدة طلقات رصاص في الهواء لتفريق الطرفين ولم يحدث أن تم اطلاق نار على الجيش المصري لم يحدث على الاطلاق
وبمجرد وصولنا أيضا قام الطيران الإسرائيلي بقصف رفح الفلسطينية في منطقة قريبة جداااا من الحدود وأطلق صاروخا على إحدي السيارات على الطريق المتجهة من الحدود إلى داخل غزة و استشهد 4 فلسطينيين كان احدهم من كتائب شهداء القسام على حسب ما قيل لنا عندما سألنا عن مصدر صوت الهزة التي عرفنا بعدها انها مجرد دوي انفجار و قصف طيران إسرائيلي لابد و ان نتعود عليه طالما قررنا البيات ليلاً داخل غزة وقفزنا من فوق السور الواقع خلف السلك الشائك وأصبحنا في فلسطين
الجدار الحدودي و منه إلى ميدان الساحة في وسط غزة
ظلام حالك في هذه المنطقة وبطول قطاع غزة حال دون رؤيتنا لملامح المدينة التي كانت تغوص في الظلام والهدوء الحادين نتيجة قطع التيار الكهربائي عنها إلى ان انفجرت عبوة ناسفة في منطقة تسمى منطقة الجوازات وعلمنا أنه لم تقع إصابات وكان مجرد دوي انفجار آخر وهنا ادركنا ضرورة تعودنا على تلك الأصواب المرعبة في ليل غزة ، وصلنا الساحة ورأينا أفراد القوة التنفيذية لحركة حماس الذين كانوا منتشرين بشكل ضئيل جدا لتنظيم السيارات و المرور و الحفاظ على الأمن وهم عبارة عن أبواب متحركة على قدر من الضخامة يرعب كل من لم يتعود على رؤيتهم في الشوارع هم وأسلحتهم الرشاشة و المسدسات حينما تمشي في شوارع غزة وترى من حولك لتجدهم مسلحين فلا تستغرب الأمر كثيرا بالأسلحة تباع في السوق مثل الجرجير
بيتنا الليلة في بيت احد الفلسطينيين العاملين في وزارة الصحة وبصراحة قام بالواجب و زيادة وهو المعهود عن الشعب الفلسطيني من الجود و الكرم و أكلنا زيت و زعتر و زيتووووووون و من حظنا كان هذا اليوم الأول الذي يرجع فيه التيار الكهربائي ليلاً إلى المنطقة التي يسكن فيها
صباح غزاوي
هل الصبح علينا في غزة الجميلة بعد ان تنشقنا رائحة الفجرية في فلسطين الإباء والرباط وقضينا بضع ساعات من بعد صلاة الفجر مع العائلة والأطفال الصغار و غنينا اناشيد من التراث الفلسطيني و قمنا صباحا متجهين إلى مستشفى الشهداء او مثلما يسمونها مستشفى الشفاء و رأينا حالة المستشفى من نقص في الامكانيات البشرية و الأدوية و الأجهزة وحاجتها الماسة لأنواع كثيرة من أدوية الفشل الكلوي والسرطان و أدوات الجراحة و على الرغم من ذلك فقد علمنا أن السلطات المصرية أوقفت قوافل الاغاثة التي كانت تحمل الدواءعلى الحدود و لم تسمح لها بالمرور لتوصيلها إلى فلسطين و من ثم إلى المستشفيات هناك
توجهنا بعدها إلى المجلس التشريعي حيث قابلنا السيدة أم نضال عضو المجلس و ام ثلاثة من اشهر شهداء غزة و قابلنا الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس بالإنابة و رأينا عددا من افراد الكتيبة الخاصة بحماية المجلس
توجهنا بعدها إلى إذاعة صوت الأقصى و دخلنا استوديوهاتها الإذاعية و قابلنا المسئولين فيها و رحبوا بنا جدا و عرفنا انها مستهدفة من الصواريخ الإسرائيلية في أي وقت
ومن هناك طلعنا على مكتب رئيس ديوان رئيس وزراء حكومة حماس و طلبت منه كوفية حماس فلم يتأخر و قام بنفسه للبحث عنها واتجهنا بعدها إلى مكتب المتحدث الرسمي باسم حكومة حماس الاستاذ سامي أبو زهري و تحدثنا معه عن الوضع وكيف ستتولى الحكومة مسألة توزيع الاغاثات وبعدها ذهبنا إلى وزارة الصحة الفلسطينية وكانت تلك اخر محطاتنا في غزة حيث توجهنا بعدها لتناول الغداء ومنه إلى رفح وهذه المرة كانت في النور و رأينا كل الطريق و رأينا البحر من بعيد و كانت اعيننا ترى المستوطنات الإسرائيلية المبينة على التلال العالية في الأرض المغتصبة و رأينا غزة المحررة وجميع المستوطنات الي تم تحريرها من اليهود و عودتها إلى الحكم العربي و خانيونس و الشوكة و حي البرازيل ومحطة الكهرباء و المدارس وكذلك العمارات التي تعرضت للقصف الجوي و المدفعي من القوات الإسرائيلية وأخيرا رأينا الجدار الحدودي الفاصل بين الجهة المصرية و الفلسطينية و كانت أول مرة في حياتي أرى فيها معبر رفح من الجانب الآخر ويارب ما تكون أخر مرة و المرة الجاية نصلي في القدس العتيقة بعد التحرير

3 comments:

تــــايه ومش تـــايه said...

القضيه فى دمنا علشان هيا مش قضية الشعب الفلسطينى لوحدو دى قضية كل المسلمين وانشاء الله تفضل الحدود مفتوحه على طول

فلسطينية الهوى said...

ماشي يا سارة

كان نفسي اكون معاكم جدا

وبدل السعودية اتوجه لغزة بقى


بصي كل اللي هقوله


بغبطك بجد عالرحلة

Anonymous said...

والله بكيت وأنا بقراء كلماتك المخلصة وسبحان الله أنشاء الله الزيارة القادمة القدس واللى مش عجبة يرحل شرفتوا مصر.هى دى مصر المخلصة عمرها ماتنسى أسلآمهما ولا واجبها للقدس.مش الكتاب الجرايد الحكومية ما عليها تقلب المشاعر تجاة أخواننا الفلسطنين,الله معاكم ويسدد خطاكم